يتقاولُ هذا الكتاب فلسفيا
ليفضَّ التمشكلات المختلفة التي طرحتها مباحث فلسفة اللغة .فاللغة هي بيت الوجود
كما يقول هيدجر ، هي المخلِّص من تلك الالتباسات الميتافيزيقة و التقنية التي جففت
الإنسان و جعلته مجرد تابع سخيف للميتافيزيقي و التقني .
إنها صححت المسار الكلياني
للمشروع الفلسفي الإنساني، فهي تبحث دائما داخلها عن فضاء للحوار لخلق عالم معيش
خال من التعصب والعنف.فاللغة هي ما يختزن العالم ..نفكر بها ضدنا
و ضدها هي الحامل لهذا الموروث هي الحضور
والغياب ، هي الأنا و الآخر ، هي المساحة الامتناهية من التحاور و النقاش ..هي
العنف والتسامح ..هي الجمال منتهى القيمة حين يتأسس ذلك الفضاء الذي تمحي فيه
انانية الذات و تنصرف منه كل النزاعات ..هي التذاوت البيني الخالق لرغبة التعارف و
الإعتراف .
هي ما يتأول الوجود كائنا جماليا ، هي ما يُحصِّل
الرغبة..النشوة ما يستنزف الوجدان إنها لعبة المؤانسة والمثاقفة حين تنفتح الثقافة
على أسئلتها و تستنير المعاني بغيرها وتحصل الدلالات في مسار مثخن بالتجارب و
النقاشات.
لذلك تعاضدت محاور هذا
الكتاب ودراساته المختلفة لبيان تلك الجوانب المخفية من كمون اللغة ..إخراجها من
القوة إلى الفعل إلى تصييرها ظاهرة للبحث و الوقوف على أهم النقاشات و المشاريع
الفلسفية التي جعلت الطرح اللغوي صلب فلسفتها .