بيان الرابطة
العربية الأكاديمية للفلسفة.
لطالما ظلّ الفكر العربي
أسير ثنائيات لامتناهية التكاثر: الأصالة/المعاصرة، التقليد/الإبداع، التراث/الحداثة،
التنوير/التأصيل، رغم أنه أبعد وأهمّ من كل ذلك هو إبداع النصوص الأصيلة، فالنص
مأوى الفكر، والإبداع تخريج للحرية في ثوب الأسلوبية، أبعد وأهم من المطارحات الأيديولوجية
التي استهلكت قرون السؤال الفلسفي العربي، قد تخرج براءة الفكر السؤول في دروب
المتعدد والمختلف، وأقوى من زخم التكاثر للنصوص الحافة حول نص مركزي؛ ثمة "من"
يريد أن يكتب نفسه، ويشعل زخمه في أثرِ ما... لتكن أكاديميا واكتب ما شئت...
في
عصرنا هذا، عصر التواصل والمنابر الافتراضية العابرة للأوطان، عصر الشبكات البحثية
العالمية، لم تعد أجيال الفيسبوك بحاجة إلى مؤسسات ومكاتب وطوابير لكي تبدع
مفاهيمها الفلسفية، على الأثير تجدون لافتة صغيرة، ومن غير وجهة محددة: "الرابطة
العربية الأكاديمية للفلسفة"، فثمة نحاول زرع المفهوم وتخصيبه، لينضمّ
إلينا من كانت تهمّه زراعة المفهوم، ومن كان متورّطا في فعل الكتابة، وكلّ من
أُتّهم بذنب التفكير، أو ضُبط متلبّسا بالتساؤل... فلا توجه لنا إلا الحرية، ولا رهان
للفلسفة هنا إلا التحرر..
وفي هذا
العصر العربي بالذات، عصر الحراك والتغيرات الكبرى، والمنعطفات التاريخية الحاسمة،
أيعقل أن يكمل التاريخ دورة ما في غياب الفلسفة؟ أيعقل ألاّ يرافق الفكر الصيرورة؟!
ونريد
لمشروعنا أن يشكل مراجعة فلسفية لمنجزات الحداثة الفلسفية المؤجّلة، نريده قطيعة
تنظيرية مع المطارحات الأيديولوجية، واستئنافا للقول الفلسفي في روحه الأكاديمية،
ونحن نعي انه يجب أن لايخلو من هموم نضالية، أو أن يفرغ من هواجس القضية الفلسفية
اليوم (قضية التحرر)، فلتكن الحرية ماهية الفكر السؤول، ولتكن الفلسفة رهانا
تحرريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق